محدث النعمة
Newly Wealthy
المال مطلب أساسي لنا جميعاً .. فمنا من يرثه من أجداده ويرث معه السمعة الطيبة وبالتأكيد سمعته كأبن عز أو (ولد فلوس من عمره) , ومنا من تعود على حياة البساطة والمال لا يفرق معه كثيراً إلا في الاساسيات طبعاً, ومنا البخيل ومنا الشيحيح لدرجة انه ( يحلب العصفور ) من أجل أن يجد المال, هناك صنف غريب عجيب .. هو الصنف الذي عاش طويلاً يعاني من الفقر أو بخل الوالد, ولا أقصد بذلك بأن الفقر عيب ما عاذ الله .. بل أقصد ان هناك فئة من الفقراء ما إن يدخل عليها رزق بسيط حتى بدأت بالبطش أحب دائماً أن أطلق عليهم (حديثي نعمة أو محدثى نعمة ).
محدثي النعمة لهم صفا مميزة جداً تميزهم عن غيرهم ..فهم يكونون بخلاء حينما كانوا فقراء وبخلاء حينما جاءتهم النعمة ايضاَ, (أكرر موضوعي ليس شماته بالفقراء والعياذ بالله .. إنما مجرد تحديد هوية محدثي النعمة), وكما وصفتهم إحدى الكاتبات في شرحها عن مصطلح محدثى النعمة "يطلق عند العامة على من ابتسم له الحظ بعد الفقر والشح واكتسى لباس الثراء بعد التقشف والفاقة"
يمتاز حديثي النعمة بالحماقة الكاملة إذن أنهم يظنون أنهم قد أصبحوا يملكون الدنيا وما فيها, فتراهم دائماً (يتشيحطون باللي معاهم) كأنه لم يسبق لأحد أن امتلك غير, تجد محدث النعمة يتكلم عن ما قد إشتراه وما ملكه (جنة مو مصدق إنه عنده) أما اولاد النعمة و(عيال العز) لإنهم لا يتكلمون بهذه المواضيع بل إنها غير مهمة لأنهم أساساً معتادين على هذه الأشياء ولا حاجة لأن يعرف أحد انهم يملكونها لأنها غير اساسية عندهم, بل إنهم يحاولون جاهدين لأن يتواضعوا لأبعاد صفت الكبر عنهم وأنهم إذا اشتروا ما هو فاخر لا يذكرون ذلك, على عكس حديثي النعمة (اللي اذا اشترو كت كات قالوا هذا مو من الكويت هذا من لندن) يتفاخرون بأقل الاشياء دائما ويخبرون الناس بما فعلوا وبما يملكوا ويكابرون دائماً, فشتان ما بين الثرى والثريا.
يستطيع الانسان البسيط أن يلاحظ الفرق بين ( محدث النعمة و أبن النعمة ) بأمور بسيطة
الامر الأول : ثرثرة الأول و هدوء الثاني من حيث امتلاكة للأشياء .
الأمر الثاني : عدد المرات التي يقول فيها ( أنا ) الأول, وعدد المرات التي يذكر الثاني كلمة ( أنا ) فالاول كثيرة ولا تحصى والثاني قليلة ولا تذكر.
الأمر الثالث : تجد محدث النعمة دائماً يحاول التقرب من ابناء العز لمحاولة مجاراتهم فإنه ما إن يصل إليهم حتى يكتشف صغر حجمه بينهم.
الأمر الرابع : محدث النعمة نادراً ما يتكلم بأمور غير نفسه, والثاني يتكلم بجميع الأمور سواسية ولا يقتصر الموضوع على لنفسه.
يحاول محدث النعمة أن يخبر الناس بما يريد هو أن يطلع عليه الناس فمثلاً يقول أنه سمع شخصاً يقول عنه أنه شخص مميز أو أنه شخص ذو ملابس جميلة ودائماً يحاول المحدث أن ينهي علاقته بالناس التي تعرف ماضيه جيداً ويهاجمهم خوفاً من أن يفضحوه بماضيه.
لإصطياد محدث النعمة ومعرفته والتيقن بحداثة نعمة بطريقة واحدة فقط وهي أن يطلب أحدهم استلاف مبلغ معين من المال .. ستجده يهرب دائماً وتناسى الموضوع ... لأنه في هذه الحالة قد ضرب على الوتر الحساس.
في نهاية المقال أود أن افيد بأن هذه الامور نسبة وتكون متباينة من فرد لآخر فالغالب يكون هكذا دائماً ما لم يربى على عزة النفس والأخلاق الحميدة. وفي هذا الموضوع يبقى أن اذكر مثل واحد فقط يشرح المقال من الأول إلى الآخر (تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب )
ودمتم سالمين